دور الأديرة في رعاية الفئات الأكثر احتياجًا في مصر في العصر البيزنطي (284 -641م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم المواد الاجتماعية - كلية التربية - جامعة المنصورة

المستخلص

اتسمت مصر البيزنطية بتحديات كثيرة، منها السياسات الجبائية المجحفة، وسوء إدارة الأقاليم، وتصاعد الفوارق الاجتماعية، مما أدى إلى تهميش شرائح واسعة من السكان كالفلاحين، العمال، الأرامل، واليتامى. في ظل غياب شبكات أمان اجتماعي رسمية فعالة، برزت الأديرة كملاذ حقيقي ومصدر للدعم، متجاوزة دورها التعبدي لتمارس وظائف حيوية شملت الرعاية المادية، الدعم الروحاني والنفسي، وحتى الوساطة القانونية والاجتماعية. فلم تكن مجرد مراكز للعبادة والتأمل، بل تحولت إلى مؤسسات اجتماعية واقتصادية ضخمة، تجسد مبادئ المسيحية للمحبة والعطاء بفعالية كبيرة. تهدف هذه الدراسة إلى التعمق في الدور التكافلي للأديرة في مصر البيزنطية، بتسليط الضوء جهود الأديرة المصرية في دعم الفئات المهمشة والضعيفة، وذلك من خلال تحليل نقدي للأدلة المستخلصة من المصادر الأولية، وبخاصة الوثائق البردية وسير القديسين المعاصرة. تقوم الدراسة بتقييم الأهمية المحورية لهذه المؤسسات الدينية في الحفاظ على تماسك المجتمع وتلبية احتياجاته الأساسية، خاصةً في ظل الاضطرابات السياسية والضغوط الاقتصادية التي شهدتها تلك الفترة. تتناول الدراسة كيف وفرت الأديرة المأوى والطعام للمشردين والجائعين، وقدمت الرعاية الصحية للمرضى والمتأثرين بالأوبئة، كما قدمت الدعم القانوني للدفاع عن المظلومين، بالإضافة إلى سعيها لفداء الأسرى والمستعبدين. تميز الدراسة بوضوح بين الرهبنة كفكرة دينية قائمة على العزلة، ودور الأديرة كمؤسسات اجتماعية حيوية، أي كيف تحولت الأديرة من مجرد مراكز للعبادة والعزلة إلى مراكز فاعلة للدعم والإغاثة، مساهمة بشكل رئيسي في استقرار ومرونة المجتمع، بخاصة خلال أوقات الشدة، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الدين والمجتمع والدولة في تلك الحقبة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية