المناخ الفسيولوجي في مدينتي مكة المكرمة وابها بالمملكة العربية السعودية ( دراسة في المناخ التطبيقي )

تكمن أهمية هذه الدراسة في إطار المناخ الفسيولوجي وتأثيره على راحة الإنسان في مدينتي مكة المكرمة وابها كدراسة مقارنة ؛ لتحديد مدى الراحة الفسيولوجية لجسم الإنسان وتأثيرها على كافة أنشطته، حيث تختلف راحة الانسان اختلافاً كلياً بين منطقتي الدراسة تبعا لاختلاف موقعهما وارتفاعهما عن مستوى سطح البحر، وايضاً اختلاف الخصائص المناخية والتباين الحرارى لكل منهما ، وبالتالي انعكاس ذلك على الاختلاف بين مستوى الراحة وموسمها والتأثير على الوظيفة السياحية لكليهما ؛ فمكة المكرمة كرمها الله تعالى كونها قبلة المسلمين وتوافد ملايين الحجاج والمعتمرين إلى بيت الله الحرام لأداء مناسكهم ، بينما يتوافد السياح لابها من داخل المملكة وخارجها نظراً لاعتدال مناخها وكثافة الغطاء النباتي بها ومناظرها الخلابة ،وقد تم استخدام الأسلوب الكارتوجرافى لتوضيح مدى الاختلافات والمقارنة بينهما ، فضلاً عن استخدام البيانات المناخية للفترة من( 1985- 2019 ) م ، وقد اتجهت الدراسة إلى وضع علاقة كمية تربط بين الظروف المناخية ومدى تأثيرها على الراحة الفسيولوجية لجسم الإنسان ؛ لمعرفة مدى إحساس الإنسان بالراحة أو الانزعاج ، وبناء على ذلك تم دراسة التوازن الحرارى والمائي لجسم الانسان ، إضافة إلى عدد من المعايير التي يعتمد في قياسها على بعض العناصر المناخية مثل معامل جفني واوليفر وقرينة توم ومعيار تيرجنج ، حيث اتفقت المعايير جميعها على أن الراحة الفسيولوجية لمدينة مكة المكرمة تتحقق في فصل الشتاء بينما اتصفت باقي فصول العام بها بالانزعاج وعدم الراحة؛ نظراً لارتفاع درجات الحرارة ، بينما تحققت الراحة الفسيولوجية لمدينة ابها في فصل الصيف نظراً لاعتدال درجة الحرارة بها عن باقى مناطق المملكة ، بينما كان فصل الشتاء بها فصل غير مريح للإنسان حيث تسود البرود.