مردودات الجهود الحكومية على الثقافة المدنية لدى الشباب في صعيد مصر: دراسة ميدانية

تبذل الحكومة المصرية، متمثلة في وزارة الشباب والرياضة جهودًا كبيرة نحو تنمية الشباب في مناطق الصعيد، فبالإضافة إلى إنشاء مراكز الشباب والنوادي الرياضية والملاعب والمدن الشبابية وتطويرها، بشكل موسع في محافظات الصعيد لاستيعاب الطاقات البشرية المهدرة في تلك المحافظات، أطلقت الوزارة «برنامج تنمية أبناء الصعيد» الذي يعتبر من أهم البرنامج التي تهدف إلى بناء المواطنة، وتعزيز الثقافة المدنية لدى الشباب في جنوب مصر، تلك الثقافة التي تشكل عامل رئيس من عوامل بناء المواطنة النشطة. بناءً على ذلك، انطلقت الدراسة من افتراض أن الجهود الحكومية المبذولة من خلال «برنامج تنمية أبناء الصعيد» تسهم في تعزيز الثقافة المدنية لدى الشباب (منسوبي البرنامج) في المحافظات التي يتم خلالها تطبيق البرنامج، ومن منطلق هذه الفرضية تبلورت مشكلة الدراسة في تساؤل رئيس مؤداه: ما مردودات الجهود الحكومية على الثقافة المدنية لدى الشباب في صعيد مصر؟
واعتمدت الدراسة على منهج المسح الاجتماعي عن طريق العينة، من خلال إجراء مسح ميداني، باستخدام أداة الاستبيان لجمع البيانات، وبلغ حجم عينة الدراسة (114) مبحوثًا. وقد توصلت الدراسة إلى فعالية دور برنامج تنمية أبناء الصعيد في تعزيز الثقافة المدنية لدى عينة الدراسة؛ حيث كان له مردودات إيجابية على فيما يتصل بتزويد الشباب بالمعارف والمهارات، علاوة على تعزيز ثقافة العمل التطوعي وقيمه لديهم، وتنمية مكونات رأس المال الاجتماعي.
وقد أوصت الدراسة بضرورة العمل على التوسع في أعداد المستفيدين من البرنامج، ومحاولة تحفيز مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع الاقتصادي لدعم البرنامج وتبنيه، بما يسهم في اتساع تطبيق البرنامج أفقيًا، خاصة في محافظات ومدن وقري صعيد مصر.