يُعد دور المرأة في السياسة الرومانية من الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير، خاصة عندما نتناول شخصيات استثنائية كان لها تأثير مباشر على الأحداث السياسية خلال العصور الإمبراطورية المختلفة. ومن بين هذه الشخصيات البارزة تبرز أجربينا الصغرى، التي كانت واحدة

يُعد دور المرأة في السياسة الرومانية من الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير، خاصة عندما نتناول شخصيات استثنائية كان لها تأثير مباشر على الأحداث السياسية خلال العصور الإمبراطورية المختلفة. ومن بين هذه الشخصيات البارزة تبرز أجربينا الصغرى، التي كانت واحدة من أكثر نساء العائلة الجوليو- كلاودية قوةً ونفوذًا في الإمبراطورية الرومانية. أجربينا الصغرى ليست مجرد شخصية تاريخية عابرة؛ بل نموذجًا فريدًا للمرأة التي استطاعت أن تجمع بين السلطة، الطموح، والحكمة السياسية في عالم كان يسيطر عليه الرجال. نشأت في ظل عائلة ذات نفوذ سياسي وعسكري كبير، مما وفر لها بيئة مميزة شكّلت شخصيتها وطموحها، فقد كانت حفيدة الإمبراطور أغسطس، وابنة القائد العظيم جرمانيكوس وأجرينا الكبرى، و أخت الإمبراطور كاليجولا، وزوجة الإمبراطور كلاوديوس، وأم الإمبراطور نيرون. كل هذه الروابط العائلية كانت بمثابة حجر الأساس لدورها السياسي ونفوذها الكبير. ومع ذلك، فإن مكانتها لم تتشكل فقط بفضل عراقة نسبها، بل بفضل حنكتها ودهائها السياسي. قدم تاكيتوس أجربينا الصغرى فى كتاباته كنموذج فريد و استثنائى Unicum Exemplum بين نساء الإمبراطورية الرومانية. تم اختيار أجربينا الصغرى كموضوع لهذا البحث نظرًا لأهمية أجربينا الصغرى كرمز تاريخي، يعكس دور النساء فى الإمبراطورية الرومانية سواء فى المجال السياسى والفنى. نتعرف فى هذه الدراسة كيف استغلت أجربينا الصغرى الفن لتقوية سلطتها و كذلك العلاقة المعقدة بين الفن والسياسة فى ذلك العصر. يسهم البحث في إثراء الدراسات التاريخية والفنية من خلال تسليط الضوء على تأثير المرأة فى التاريخ الرومانى، مما يتيح فهمًا أعمق للكيفية التى شكلت بها أجربينا الصغرى صورتها العامة باستخدام الأدوات السياسية والفنية.