فلسفة الحوار المبتور في شعر عبد الله البردوني (زمان بلا نوعية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية - كلية الآداب - جامعة المنوفية

المستخلص

احتفظ البردوني بالشكل الشعري المشطر والمقفى إلا أنه ألبسه ثوب المعاصرة مستخدمًا العديد من التقنيات التي تمكنه من النجاح والوصول إلى غايته في قولبة النص الشعري داخل فضاءات الحداثة كالانزياح به – مثلًا – من هيكل الشعرية إلى هيكل السردية – على اعتبار ما يخص موضوع الدراسة – مستعينا في ذلك بمختلف عناصر السرد كالتشخيص وإدارة الحوار بشتى صوره، ولم يكتف بذلك ولكنه خلق لذاته عالمه السردي الخاص الذي أقامه على البتر الحواري بمقومات فلسفية لا تخفى على القاريء المدقق. ومن هذا المنطلق سعت الدراسة سعيًا حثيثًا وراء أشكال الحوار المبتور والكشف عن الأساليب التي تمكن من استجلاء البعد الفلسفي لاختيار البردوني لتقنية سردية الأصل وإعمالها داخل الشعر وإعماله الشخصي بها. فما الحوار السردي إلا محادثة تدور – بداية – بين شخصين أو أكثر مرورًا باحتدام الصراع بينهم حتى تتفاقم الأزمة وانتهاءً بامتثال تلك الشخصيات أمام انفراج تلك الأزمة أو عدمه، أما البردوني فقد عدل عن القاعدة الحوارية عدة مرات، تتمثل أولها في اقتطاع الحوار بإدارته بين الذات وجوامد الأشياء مرة وبين الجوامد مرة وبين المعنويات كالصمت مرة... وتتمثل ثانيها في التلاعب بطبيعة وغايات الأساليب الإنشائية كالأمر والاستفهام والنداء... وتتمثل ثالثها في إثبات قوامة الذات الإنسانية بإدخالها في حوار مع ذاتها لتنفض به عن نفسها غبار الزمن الدامس، وتتمثل رابعها وأخيرها في إدارة الحوار الذى أراد له الاكتمال والتحقق بين ذاته كمؤلف وبين قارئه ساعيًا بذلك إلى جعل الأخير المنسق الأوحد للنص المكمل لمبتوريته.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية