اللغة بين الثورة والمصالحة: دراسة تداولية-أسلوبية للتكتيكات البلاغية في خطابات مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ جونيور

كانت هناك أصوات عديدة تدعو إلى العدالة العرقية خلال الخمسينيات والستينيات، ولكن أهمها كانت أصوات مالكولم إكس ومارتن لوثر كينغ الابن. وعلى الرغم من اشتراكهما في هدف مشترك يتمثل في تحرير الأمريكيين الأفارقة، إلا أن تصوراتهم العامة وأيديولوجياتهم وأساليبهم الخطابية اختلفت اختلافًا كبيرًا. ففي حين دعا مالكولم إكس إلى استقلال السود وارتبط في البداية بنبرة أكثر تشددًا، كانت رؤية كينغ مرتكزة على حفظ السلام والأخلاق المسيحية. تتناول هذه الدراسة الأساليب الخطابية المستخدمة في خطاباتهم لإظهار كيف استخدم مالكولم إكس، بصفته المتحدث باسم الثورة وكينج كصوت المصالحة، اللغة للتأثير على الرأي العام. وبينما استخدم كل من مالكولم إكس ومارتن لوثر كينج الابن خطابًا قويًا لدعم حقوق الأمريكيين الأفارقة، عكست خطابات كينج نبرة دبلوماسية وأخلاقية تهدف إلى توحيد أمريكا، بينما عكست خطابات مالكولم إكس نبرة صعبة وجذرية تهدف إلى سحق القمع المنهجي وتمكين المجتمعات السوداء. خلال فترة من التوتر العنصري الشديد والتمييز، وجد المجتمع الأسود صدىً في رسائل كلا الرجلين. تحاول هذه الدراسة تحليل خطابين ألقاهما القائدان المذكوران من منظور براجماتى أسلوبي. ومن خلال ذلك، تهدف الدراسة إلى تطبيق "شروط الحديث اللبق لسيرل، ونموذج التحليل الأسلوبي لليتش وشورت، و "المناشدات البلاغية لأرسطو" على هذه الخطابات. يستلزم ذلك تحليل اللغة والاستراتيجيات البلاغية التي استخدمها كل قائد لإيصال أفكاره وتحقيق نتائج إقناعية محددة. بالإضافة إلى ذلك، تبحث الدراسة في كيفية تأثير اللغة، بما في ذلك المفردات وبناء الجمل واللغة المجازية، على كيفية تفسير الخطاب وإدراكه من قبل الجمهور.