الجغرافيا التاريخية لصناعة التفريخ في مصر دراسة تطبيقية باستخدام نُظم المعلومات الجغرافية

تُعد صناعة حضانة الفراريج من خلال معامل التفريخ واحدة من أهم الصناعات الصغيرة المهمة التي مارسها المصريون منذ القدم، والتي كانت عندهم بمثابة صناعة ومعيشة يتاجرون فيها ويُتكسب منها، واستمرت هذه الصناعة قائمة في غالبية القرى المصرية في الوجهين القبلي والبحري حتى العصر الحديث والمعاصر، ومن ثم فمعامل التفريخ واحدة من أهم الصناعات الغذائية الشعبية في مصر عبر العصور.
انفردت مصر دون سائر الأقطار بطريقة الأفران التي يسمونها المعامل وفي هذه الطريقة تستمد الحرارة من روث الماشية المجفف والذي يُحرق داخل الأفران مباشرة. كانت معامل التفريخ البلدية هذه المصدر الرئيس لإنتاج الكتاكيت في الريف المصري قبل العصر الحديث والمعاصر، وقد أفاضت العديد من المصادر في الحديث عن تفريخ الدواجن بالبلاد المصرية. لا تقتصر صناعة تفريخ البيض في مصر على المعامل البلدية، فحسب بل إن معامل التفريخ الآلية قد اتسع نشاطها في السنوات الأخيرة حتى فاق إنتاجها من الكتاكيت ما كانت تنتجه مثيلاتها من المعامل البلدية.
توضيح الدراسة مدى تأثير العوامل الجغرافية في معامل التفريخ في انجاح عملية التفريخ من عدمه من خلال المصادر والوثائق والدراسة الميدانية، كما تناقش كيفية رفع كفاءة المعامل البلدية ومن ثم رفع كفاية الفقس إلى مستوى مثيلاتها في المفرخات الآلية؛ الأمر الذي يؤدي ذلك إلى زيادة في الإنتاج القومي من الكتاكيت دون مزيد من الأموال المستثمرة
تناقش الدراسة كذلك أسباب تراجع عدد معامل التفريخ البلدية وتوقف معظمها عن العمل في مصر بشكل عام وعلى مستوى محافظة الغربية بشكل خاص، والتعرف على مختلف المشكلات التي تواجه تشغيل معامل التفريخ ومقترحات علاجها بعينة الدراسة، وذلك بتحليل البيانات ورصد مناطق تمركز الصناعة ودرجة كفائتها وجدارتها باستخدام نُظم المعلومات الجغرافية.