التأثيرات الحضارية بين الفن البيزنطى والساسانى من خلال المشغولات المعدنية

خلفت الإمبراطورية الساسانية إرثًا كبيرًا من الفن والثقافة، وكان للإمبراطورية تأثير كبير على الفن الإسلامي والفن البيزنطي وبعض أشكال الفن الإغريقي. وقد ازدهرت في الإمبراطورية الساسانية، ازدهرت عدة صناعات منها صناعة الحرير- صناعة الخزف- صناعة النسيج- صناعة الأثاث- صناعة المعادن؛ أما عن صناعة المعادن فقد كانت الإمبراطورية الساسانية تنتج العديد من المعادن القيمة مثل الفضة والذهب والنحاس والحديد. كما كان لديها تقنيات متقدمة في صهر المعادن وصناعة الأدوات والزينة. وكان للإمبراطورية الساسانية تأثير كبير في عهد المسيحيين، سواء في الفن أو الأدب، وكانت ثقافتها موجودة حتى في الأراضي البيزنطية.

والجدير بالذكر أن الفن البيزنطى كان اصدق مرآة للكيان المركب التى تألفت منه الحضارة البيزنطية حيث تآلفت مميزات الفنون الاغريقية والرومانية مع فنون الشام ومصر وفارس وهى تمتزج بنسب متفاوته ولكنها ممتزجه امتراجًا تامًا يخلق منها كلًا متكاملًا وكان هذا الفن جوهره فن دينى. وسادت فى الفترة البيزنطية طرزًا خاصة من المشغولات المعدنية كالصلبان، والكؤوس، والأباريق، والصوانى ، وذلك بالإضافة إلى المشغولات المعدنية التى كانت معروفة خلال العصر الاغريقى الرومانى. وقد استخدمت فيها نفس الأساليب ووسائل التشغيل القديمة مثل : الضغط والتنقيب ، والتكفيت بأسلاك الذهب والفضة، الطرق، السبك، التطعيم، الترصيع، التخريم. ولكن النمط والطراز تأثر بمؤثرات الدين المسيحى، كما ظهر أثر فنون الشرق وخاصة الفارسى والمصرى .
يتناول البحث الجوانب المتشابهة في التعبير الشكلي للمعادن فى كل من الدولة الساسانية والبيزنطية، هذه الجوانب نجد فيها العديد من السمات الفنية التى تتشابه فيما بينها نتيجة عوامل عدة مثل عامل الاحتكاك الناجم عن الثورات والحروب بين الدولتين، والهجرات المتبادلة بين شعوب هذه المنطقة