المساجد وأثرها في تعزيز الهوية الدينية للمسلمين بالصين Mosques and Their Role in Enhancing the Cultural Identity of Muslims in China 清真寺及其对加强中国穆斯林宗教认同的影响

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية اللغات والترجمة بالقاهرة جامعة الأزهر

المستخلص

باستقراء التاريخ والسِيَـر نجد أن النبي ﷺ والخلفاء الراشدون قد بلغوا ذروة مقاليد الحكم وطوَوا بقبضتهم مشارق الأرض ومغاربها, فاستتب لهم الأمر ودنت لهم الدنيا, لكن في خِضَمِّ ذلك لم يَألُ لهم بالاً نحو توجيه رماح السلام ورياح الإسلام شطر الصين لتبلغ أقصى الشرق بغير جهاد ودونما قطرة دماء, ولم تتحمل صلابة سور الصين جسارة الإسلام المنيعة, فنَمَا هنالك هانئاً هادئا في باكورة أمره وإرهاصات انتشاره, بيد أنه وبطبيعة نواميس الكون تنجلي سنة تَدَافُع الأمم ومُداوَلة الأيام, فلم يلبث المسلمون طويلاً حتى عانوا هنالك عبر الحقب الزمنية من بطش السلاطين وهيمنة الأديان فغمرتهم ضمارالقمع وخيبة أمل الاغتراب, لكن الإسلام لم يقبل الركوع في محراب التبعية وظل يَذُود وينافح ليتمكن من بناء أركان الأمة وأعمدتها في قلب الصين . وعلى إِثر ذلك بدا التوسع في تشييد المساجد جلياً نحو الأرجاء واستتبعوه بإيفاد البعثات التعليمية إلى الأزهر ليبنوا جسراً نفَّاذاً يعزّز أواصِر روابطهم مع العالم الإسلامي. بل تطور ذلك إلى تزايد إنشاء المساجد وبتصاميم معمارية فريدة تعكس روح التفاعل الثقافي بين الصين والعرب, ورغم أن معظمها كانت تُبنى بتمويل شعبي من مختلف القوميات المسلمة بالصين، إلا أنها تميزت بخصائص تفوق الوصف مثل تفاوت طرازها المعماري بين الأشكال الصينية التقليدية والإبداعات الحديثة التي تبدو للعَيان قصور فاخرات تجسد أروع مظاهر الرقي بل تُعد إحدى أبرز المعالم التاريخية والثقافية التي تحتضنها الصين. ليس فحسب بل حوَت فصولاً لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية ومراكز تزخر بالمكتبات والمستشفيات والحدائق وغيرها. أمام هذا التنوع يتحقق المجد الحضاري لاسيما عند الاعتناء بالتراث وتطويره، ولا عجب فالمساجد منارات أنجبت علماءً نذروا حياتهم لخدمة البشرية و أثروا الحضارة بإسهاماتهم الجمة

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية