التغيرات البنائية والمناخية وعزوف الفلاحين عن مهنة الزراعة "دراسة ميدانية"

هدف البحث الراهن التعرف على أبرز التغيرات البنائية والمناخية في المجتمع الريفي، كمتغير مستقل، التي ساهمت في عزوف الفلاحين عن مهنة الزراعة، والاتجاه نحو الصناعات الصغيرة والتجارة وبعض المهن الحرة بمجتمع البحث كمتغير تابع، وقد اعتمد البحث الراهن على المنهج الوصفي التحليلي، وتطبيق دليل المقابلة على عينة من الفلاحين الذين يمارسون مهنة الزراعة بشكل جزئي واتجهوا إلى مهن أخرى بجانب العمل بالزراعة بقرية القرضاـ مركز كفر الشيخ، قوامها 50 مفردة. وقد خرج البحث بعدة نتائج أبرزها: ساهمت الهجرة وبخاصة الهجرة الخارجية في إحداث العديد من التغيرات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والتي أثرت إيجابًا وسلبًا على بنية المجتمع الريفي، ودفعت غالبية أعضاء مجتمع البحث إلى العزوف بشكل كلي عن مهنة الزراعة، أو عزوف غالبيتهم عن انتاج محاصيل استراتيجية هامة، كالقطن والأرز، إضافة إلى الموقع الأيكولوجي للمحافظة وقربها من البحر المتوسط والبرلس أفرزت التغيرات البنائية العديد من الصور الإيجابية للمجتمع الريفي، كالاتجاه إلى التعليم والاهتمام بالبنية التحتية من مرافق وخدمات، وهو ما جعله بيئة جاذبة للعديد من المشروعات والمهن الاقتصادية المختلفة التي أدت إلى رفع المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بين أعضائه. ساهمت التغيرات البنائية في المجتمع الريفي في التأثير على شبكة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، ولاسيما أن مهنة الزراعة بشكلها التقليدي التي كانت تعتمد على الأساليب البدائية في الزراعة والحصاد وعلى تكاتف وتضامن أعضاء المجتمع الريفي قد أحدثت التغيرات التقنية والاعتماد على الآلات وأدوات الإنتاج الحديثة من ضعف قوة العلاقات الاجتماعية بين الريفيين. ساهمت التغيرات المناخية بشكل سلبي على حجم وجودة المنتجات وتلف منتجات أخرى أدت إلى عزوف الفلاحين عن محاصيل زراعية أخرى تتحمل تلك التغيرات أو اللجوء إلى تأجير الأرض أو بيعها.