الثقافة التنظيمية لمنظومة التعليم الثانوي وعلاقتها بالتعليم الموازي وعزوف الطلاب عن الحضور بالمدارس الثانوية في المجتمع المصري "دراسة ميدانية"

هدف البحث الراهن الكشف عن خصائص الثقافة التنظيمية السائدة لمنظومة التعليم الثانوي، كمتغير مستقل ساهم في تفشي الدروس الخصوصية وعزوف الطلاب عن الحضور بالمدارس الثانوية بمجتمع البحث، وتشكل تحديًا لقدرة المؤسسات التعليمية في جذب الطلاب للانتظام في الحضور بالمدارس والحد من تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية، وإرساء القيم التربوية والتعليمية المنشودة بمجتمع البحث. وقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي، وتطبيق أداة المقابلة على عينة من المدراء والمعلمين ببعض المدارس الثانوية بمركز كفر الشيخ قوامها90 مفردة، ودليل مقابلة على عينة من أولياء الأمور بمجالس الآباء بتلك المدارس قوامها 200 مفردة، وصحيفة استبانة على عينة من طلاب تلك المدارس بمجتمع البحث قوامها 400 مفردة. وقد خرج البحث بعدة نتائج أبرزها: أن الثقافة التنظيمية لمنظومة التعليم الثانوي بمجتمع البحث ساهمت في عزوف الطلاب عن الحضور بالمدارس الثانوية وتفشي الدروس الخصوصية، نتيجة عوامل عدة هي العوامل الثقافية التي تمثلت في قناعة أولياء الأمور بتراجع دور المدرسة في إرساء الجوانب التعليمية والتربوية، تليها العوامل الاقتصادية التي دفعت أولياء الأمور إلى الاهتمام بنوعية التعليم الجامعي حسب مخرجات التعليم التي تحقق لأبنائهم فرص عمل ملائمة ، من خلال التحاقهم بالكليات العلمية، والتي تستلزم حصول أبنائهم على درجات عالية تمكنهم من الالتحاق بمثل هذه الكليات، ومن ثم فهم يلجأون إلى تعليم أبنائهم عن طريق الدروس الخصوصية كنوع من التعليم الموازي للمدارس الحكومية التي يتراجع دورها بشكل مستمر في ظل تكدس الفصول بالطلاب في المدارس واتجاه المعلمين إلى الدروس الخصوصية؛ لانخفاض رواتبهم، وتدني مستوى البنية التحتية لتلك المدارس مع الاعتماد على أساليب تقليدية في التعليم مقارنة بأساليب الجذب التي توفرها مراكز الدروس الخصوصية.