الدين والسلام.. رؤية فلسفية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة السويس-کلية الآداب-قسم فلسفة

المستخلص

لم تعد ثقافة المجتمعات الدينية المغلقة ممكنة في عصر القرية العالمية وقد بات الهمس في مكان يسمع في كل مكان. وهو ما يدعم فكرة أننا "متجهون حتما إما إلى مزيد من الصدام أو مزيد من الوئام".
ومن ثمة لم يعد أمام العقل خيار في اختيار السلام بين أصحاب الأديان؛ ولا نعني بالسلام مجرد كف العدوان، وإنما ما لا ينفك عنه من تعاون وتكامل ووئام.
لقد باءت بالفشل كل محاولات توحيد البشر حول عقيدة دينية واحدة أيا كان نوع العقيدة ونوع المحاولة، ولم يعد مجديا التلويح بأن الحل يكمن في الخروج من كل عقيدة دينية، فحتى هذا الخروج يمثل عقيدة دينية ولا يحل المشكلة.
وهنا ينبغي علينا أن نحترم الواقع الذي نعيش فيه، ونقر ونعترف بأنه واقع لا إغلاق فيه ولا إطباق.
وعندما تتولد لدينا هذه القناعة نكون قد قطعنا شوطا لازما إلا أنه غير كاف لتحقيق سلام عالمي وتكامل إنساني؛ فما تزال أطروحات التباعد ومسوغات التنازع تصاغ وتذاع ويروج لها وتزيا بألبسة الدين عازفة على أوتار الطاعة لله وطلب رضاه، والطمع في النعيم، والخوف من الجحيم.
وفي هذه الأيام الأخيرة كثرت الكتابات والنداءات التي تناهض العداء الديني وتتبنى الوئام الإنساني، لكنها ما زالت تحتاج إلى الإحكام الفلسفي. ومحاولة منا للمساهمة في بناء هذا الإحكام جاءت وريقاتنا هذه تسعى لإلقاء شيء من الضياء على مدى إمكانية التعايش السلمي المثمر بين أصحاب الأديان السماوية الثلاث من خلال نظرة فلسفية كلية للنصوص المقدسة في الأديان الثلاثة لا تغرق بين نصوص مقدسة محددة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية