الإبادة الجماعية فى العصر الآشورى الحديث

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب جامعة دمنهور

المستخلص

لم يكن للحرب فى أى وقت حين اشتعالها مفضلات، فلا أحد فيها بمنأى عن الضرر، ولا يوجد بها قيود عمرية، الأصغر سنًا والأكبر هم الضحايا، فهجمات الجنود والأسلحة لا تصيب الأهداف العسكرية فحسب، بل تُصيب بشكل حتمى من يعيشون وسط منطقة التطاحن، فجميع السكان قد تورطوا بطريقة أو بأخرى فى زمن الصراع. ويتردد صدى هذا الشمول فى العديد من النصوص، فيتفاخر ملوك آشور فى سجلات حروبهم بذكر المذابح للمحاربين، والمدنيين مع عدم استثناء أحد، فقد قُتِل الصغير والكبير. ويبدو أن هذا العقاب الجماعي كان باعثه تقاعس المواطنين عن مُقاومة مُناوئي آشور، رغم إتاحة الفرصة لهم لذلك.
ويعتمد موضوع هذا البحث بشكل خاص على جرائم ما بعد الحرب، وتتمثل تلك الجرائم التى يعتمد عليها البحث فى الإبادة الجماعية (Genocide) للأفراد، ذلك الفعل -الإبادة، الذى يُعد جزء من تاريخ البشرية - تضمن القتل، والنهب، وتهجير السكان، والعبودية، والجرائم البيولوجية، والجنسية، والاغتصاب.
والحقيقة إن فكرة هذا البحث، جاءت مدفوعة بالثقافة العدائية الحالية، وكثرة الأعمال اللإنسانية والوحشية، التى مارسها أُناس عصرنا الحديث تجاه بعضهم البعض؛ لذا آثرت أن أتتبع تلك الممارسات فى العالم القديم، وهل كانت نتيجة لظروف سياسية أم أنها مجرد وسيلة حربية؟ ولقد اختير العصر الآشورى الحديث إطارًا لفترة البحث؛ حيث تمثيل كثير من أشكال الإبادة على مائدة السلطة الآشورية فى تلك الفترة، تلك الأمة المحاربة التى انتهجت فكرة العنف والتدمير والحرق، وافتخرت بممارستها؛ كونها عنصرًا أساسيًا فى سياسة الهيمنة وإرهاب الأعداء وإراقة الدماء، الأمر الذى أدى إلى وصف الآشوريين بأنهم قساة قلوب، وتضيف الباحثة، وممثلون لغريزة المقاتلة.

الكلمات الرئيسية