تبعية إنجلترا الإقطاعية لبابوية روما (1066- 1216م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب بجامعة دمنهور

المستخلص

لقد تمتعت البابوية بسخاء ملوك إنجلترا فى الهبات والعطايا منذ الحقبة الأنجلوسكسونية للدرجة التى تحولت معها هذه العطايا إلى حق مكتسب، تسعى البابوية إلى إلزام ملوك إنجلترا فى الاستمرار والمداومة على تسديدها عبر التاريخ الإنجليزى الوسيط، لدرجة أن البابوية كانت تطالب بتلك الأموال إن تأخر ملوك إنجلترا أو حالت ظروفهم عن الدفع والسداد، وهى ظاهرة يمكن رصدها عبر حقبات التاريخ الإنجليزى الوسيط سواء تحت الحكم الأنجلوسكسونى أو النورمانى أو حكم أسرة البلانتاجنت، وقد تشددت البابوية فى بعض الأحيان فى مطالباتها بتلك الأموال؛ لدرجة التصريح لملوك إنجلترا أنهم مدينين بتلك الأموال للبابوية، ووصل الأمر لدرجة مراسلاتهم لإلزامهم بالدفع لأنه حق إقطاعى للبابوية؛ بمعنى أن ملوك إنجلترا يحكمونها بمباركة بابوية وعليهم دفع إيجار إقطاعى تماما كما يدفعها حكام المدن والدويلات البابوية فى إيطاليا، وليست نفحات وهبات تخضع لرغبة وحرية ملوك إنجلترا فى منحها أو منعها، وهو ما ترتب عليه ردود فعل حازمة من ملوك إنجلترا تجاه البابوية وصلت لدرجة قيامهم بفرض حصار كامل على البلاد لمنع دخول أى ممثل للبابوية سواء كان موظفاً أو رجل دين أو مبعوث بابوى، وهى سياسة ترتب عليها إغلاق إنجلترا فى وجه الطموح والنفوذ البابوى ؛ لكن البابوية استطاعت فى غفلة من الزمن ومن يوحنا ملك إنجلترا أن تتسلل لتحقق هدفها بتنازل الملك يوحنا عن إنجلترا ومنحها للبابوية -ممثلة فى شخص البابا إنوسنت الثالث- كإقطاعية بابوية يحكمها الملك يوحنا بوصفه تابع إقطاعى ملزم بتسديد الإيجار الإقطاعى للبابوية كل عام.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية