التليفزيون ودوره في إحداث التغيير الاجتماعي والثقافي (دراسة تاريخية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دكتوراة في التاريخ الحديث والمعاصر وزارة التربية والتعليم بالكويت

المستخلص

يعتبر التلفزيون أحد المؤسسات الثقافية الهامة في المجتمع التي كان لها تأثيرٌ كبيرٌ على تعديل سلوك الأفراد على اختلاف أعمارهم ومستوى التعليم بينهم ما أدّى إلى اكتسابهم أنماط جديدة من السلوك نتيجة لقضاء الساعات الطويلة في مشاهدة البرامج المتنوعة التي يبثها، ولا نغالي إذا قلنا أنه من أهم وسائل الاتصال الجماهيرية تأثيراً على الثقافة والحضارة الإنسانية بوجه عام.
لقد كان اختراع التلفزيون بمثابة ثورة هائلة في حياة الإنسان، وكان أول ظهور له في بريطانيا على يد العالم جون بيرد John L. Baird الذي كان له فضل اختراعه(1).
وقد نما التلفزيون بعد ذلك نموّاً سريعاً وأصبح من أهم وسائل الاتصال وذلك لقدرته الفائقة على توصيل الرسالة الإعلامية، واتخذ دوراً آخر وهو الاتجاه نحو التعليم، وكان أداء الخدمات التعليمية من أعظم فوائده، لما له من إمكانيات سمعية وبصرية تجعله يلعب دوراً خطيراً في المجال الثقافي والتعليمي، ولذا لفت انتباه المهتمين بالتربية وشد أنظارهم فعملوا على استغلال إمكانياته في المجالات التعليمية على أوسع نطاق(2).
ولقد استخدمت الدول المتقدمة التلفزيون – منذ بداية بثه فيها – كأداة تعليمية، حيث استخدمته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في خمسينات القرن العشرين(3)، واستخدمته إيطاليا في أواخر الخمسينات(4) وفنلندا والسويد في الستينات(5).
وكانت فرنسا من الدول المتقدمة التي استخدمت التلفزيون منذ البداية كوسيلة تعليمية أيضاً(6)، أما اليابان فكانت من أكثر الدول استفادة من هذا