صوت الصورة في شعر أمين الريحاني (ديوان هتاف الأودية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب. جامعة الإسکندرية. مصر

المستخلص

باديء ذي بدء أود الإشارة إلى أن الصورة تعد عاملا حيويا ومرتکزا أصيلا من مکونات النص الشعري- لا غنى عنه- سواء أکان هذا النص متکئا على عمود الشعر القديم أم کان معولا على تراتيل الشعر الحديث المنثور، ومن ثم فإن الارتکان إلى الصورة التقليدية القديمة لم يکن کافيا في ظل التطورات الأدبية والوثبات النقدية التي نطلع عليها کل يوم في مجالي النقد والأدب.
ولعلنا لا نغالي إن ذهبنا بالقول إن تلک الوثبات الأدبية والنقدية قد ارتشفت حينا من معين الشعر الغربي؛کالشعر الأوربي (خاصة الفرنسي والإنجليزي) أو الشعر الأمريکي؛ هذا من ناحية الصورة فما بالنا إن تعمقنا إلى ما هو أبعد من ذلک في طيات القراءات النقدية والتحليلات الأدبية الحديثة، فقد وجدنا أن هناک صوتا للصورة ووجدنا لونا للصورة وکذلک وجدنا صمتا للصورة فيما يعرف بالصورة الصامتة. وهذا لا يعد من باب المبالغة في شيء بقدر کونه قراءة عميقة لذات الشاعر ومنطقه الوجودي وفلسفته المترسخة في عقله وقلبه لأسباب عدة أورثتها إياه کثرة المطالعات والکتابات وکذلک الترجمات المتبادلة بين الفريقين الشرقي والغربي أو لنقل العربي والغربي.
وإضافة إلى ما سبق ذکره، فإن الشعر الحر -کما أطلق عليه شاعرُ الدراسة أمين الريحاني (الشعر المنثور أو الشعر الحر الطليق)- هو ذلک الشعر الذي يجعل العقل والقلب يذهبان بعيدا عن قيود الأوزان والقوافي وتکبيل ذراع الإبداع.
ومهما يکن من أمر فإن کان ثمة اتفاق أو اختلاف حول رأي أمين الريحاني فيما ذهب إليه، فإن الشعر الحر قد أثبت وجوده وأسس لکيانه في وقتنا الراهن، وصار هذا النوع له شعراء ومنافحون عنه يأخذون بزمامه ويقودنه إلى التطوير والتجديد.

الكلمات الرئيسية