نسخ التلاوة دراسة تأصيلية

     هذا البحث بعنوان:"نسخ التلاوة دراسة تأصيلية":، أعرض فيه حقيقة النسخ في لغة العرب، ثم أثبت أن آيات القرآن التي تحدثت عن النسخ قد قررت حقيقته اللغوية، وأثبتت كل أنواعه في القرآن، وأبين أن سلف الأمة كانوا يعبرون بالنسخ ويريدون ما هو أعم من رفع الحكم الشرعي، ثم أستقريء حقيقة النسخ عند المتأخرين من العلماء، ثم أثبت أنواع النسخ في القرآن، مع المناقشة والرد على من أنكر بعض هذه الأنواع؛ لأَصِل من هذا كله إلى حقيقة النسخ في القرآن الكريم، ثم أتتبع ما صح من النصوص الحديثية التي تثبت الآيات منسوخة التلاوة، وأتناول هذه النصوص بالشرح والتحليل، ثم أعرض شبهة الشيعة الذين استدلوا بنسخ التلاوة على ما زعموه من نقص القرآن وسقوط بعض آياته.
     وأتبع في هذا البحث المنهج الاستقرائي، التحليلي، النقدي.
     وقد خلص هذا البحث إلى أن النسخ عند الفقهاء والأصوليين جزء يسير من عموم النسخ في القرآن الكريم، وأن نسخ التلاوة ظاهرة مشتهرة ومستفيضة، وثابتة ثبوتًا قطعيًا لا يمكن نفيه، وأن تلك الظاهرة لا تدل على وقوع تحريف في القرآن، بل تدل على حفظه وإتقان نقله؛ حيث ميز الصحابة ـ بدون اختلاف أو اضطراب ـ بين القرآن الذي استمرت تلاوته، والقرآن الذي ثبت نسخ تلاوته.