الاستعاذات النبوية في المحلّ الأرفع من البيان؛ ففيها صفاءُ اللفظ ونقاؤه إفرادًا وترکيبًا، ووضوحُ المعنى وظهورُ المغزى، ولم أر مَنْ دَرَسَها أو تناولها من الناحية الأدبية؛ ولذا اخترتها لتکون موضوع الدراسة، وقد سرتُ في دراستها وَفق خطة منهجية واضحة، فبدأتُ بالتعريف بمادة البحث، ثم ذکّرتُ ببلاغة النبي – صلّى الله عليه وسلم-، ووقفت على معنى الاستعاذة، وبيّنت السرَّ في کون أکثر الاستعاذات بالاسم الشريف "الله"، فذکرت شيئًا من خصائصه اللفظية والمعنوية. ثُمَّ انقسم البحث بعد ذلک إلى قسمين کبيرين: الأول في البنية المعنوية للاستعاذة، بيّنت فيه معاني الاستعاذات بيانًا شافيًا، وأوضحت مراميها إيضاحًا وافيًا. أما القسم الثاني فکان للبناء الفنِّي للاستعاذة، وتناولتُ فيه التصوير الفنّي، وعرّجتُ على مراعاة النظير، کما درستُ صحة التقسيم. ولم أکتفِ بذلک، وإنما کشفتُ عن جمال الترقِّي، وفوائد التقييد بالصفة، وتکلّمتُ عن السجع، والتأکيد، والطباق، والمقابلات، وطول الاستعاذات وقصرها، ولم أنس أثرَ هذه الأدعية. وفي النهاية جاءت الخاتمة تقصُّ علينا أهمَّ النتائج التي خُلِصَ إليها، وبعدها قائمة المصادر والمراجع. .
)
مشاهدة على SCiNiTO